رسائل عبد السلام عبد الًرزاق إلى أهل الثبات و النضال

شمس الدين بلعربي

 رسام و مدون



الفن  ليس إبداعا جماليا فقك  بما تحمله الكلمة من معنى تعريفي ، بل دافعا  للبحث و تنقيح و الإكتشاف ، و من هنا خلال مسيرتي الفنية في الفن التشكيلي و رسم و تصميم ملصقات الأفلام صادفت حقائق من الواجب  نشرها و التعريف بها بما تحمله من أهمية تاريخية ..خاصةً فيما يتعلق بالعمق الافريقي الإسلامي و النضالي من أهل إثبات و الانتصار للهوية .
 

على عهد الأجداد و العقيدة

عبد السلام عبد الرزاق واحد من  بين الممثلين  الذين كنت  في اتصال معهم و الذي قاسم الكثير من بني جلدته من أصول أفريقية  همومهم و قد كانوا متمسكين بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف لأنهم كانو يدركون ماذا عانى أجدادهم من الاستعباد و التعذيب و التنكيل و رغم كل هذا ظلوا متمسكين بالإسلام 

أمواج غرب إفريقيا الدامية

من بين أكثر من 10 ملايين إفريقي جلبوا إلى أمريكا كعبيد ، كان 20 إلى 30 في المئة منهم أو أكثر مسلمين . و كان معظم الأفارقة الذين يتم أسرهم و إرسالهم إلى "العالم الجديد" ينحدرون بالأساس من دول غرب أفريقيا حيث الاسلام منتشر هناك ، ووفقا لكتاب Encyclopedia of Muslim-American History   للبروفيسور الأمريكي Edward E .Curtis  

مدراس و كتاتيب قرآنية

كان  هؤلاء المسلمين أفضل تعليما بين كل العبيد الذين جلبوا إلى أمريكا ، سيما أن حركة التعليم كانت مزدهرة في غرب أفريقيا مع انتشار المدارس و الكتاتيب القرآنية ، لهذا أغلب الرسائل التي كتبها الأفارقة الذين تم استعبادهم في امريكا و المحفوظة في المتاحف الأمريكية كتبت باللغة العربية التي كانت لغة علم في غرب أفريقيا و ق اطلعت على الكثير من قصص هؤلاء المسلمين الأفارقة و قد أدمت قلبي 

بين تلك القصص الشهيرة  قصة كونتا كونتي الذي جلب و استعبد من إفريقيا و قد كشفت قصته حجم معاناته الرهيب  حيث تعرض لأشكال من التعذيب هو وعائلته و كما هو معلوم فإن قصته منشورة في كتاب بعنوان

 جذور : ملحمة عائلة أمريكية

   Roost :  sag of an  American an family لكاتبه أليكس هالي صدرت اول نسخة للكتاب سنة 1976 و تم إنجازه كمسلسل تلفزيوني من جزئين

 الأمير عبد الرحمن ابن سوري

و من بين القصص التي أثرت في نفسي كثيراً قصة " الأمير الافريقي المسلم" عبد الرحمن ابراهيم بن سوري الذي ولد سنة 1762 في مدينة ( تيمو) في غرب أفريقيا و في صغره  أرسله والده الي مالي ليتعلم في مدينة تيمبوكتو ، لكن تمّ  أسره من قبل تجار البشر الإنجليز مع النساء و الرجال . 

وساطة السلطان مولاي المغربي

  بعد أسره اقتيد بسفينة لتجار البشر إلى أمريكا سنة 1788 ليصبح عبدا في مزارع التبغ في مدينة "أوهايوا" لكن  عبد الرحمن لم يضخ الواقع المؤلم بل اتجه إلى  العبيد من أبناء جلدته ليعلمهم اللغة العربية و القرآن الكريم حتى أصبح أماما في ولاية اوهايوا  حتى ذاع صيته بين صفوف العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تم تحريره من قبل الرئيس الأمريكي  جون كوينسي بطلب عاجل من السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن ابو الفضل بن هشام العلاوي ..

مات حرا بعد تحرير أولاده

 لم تنته قصة الأمير عبد الرحمن هنا فقد كن له تسعة أبناء تم استعبادهم منذ صغرهم ، و قد  رفض مالكوهم تحريرهم دون مقابل مادي ، فجمع نصف المبلغ و سافر مع زوجته إلى أفريقيا ليكمل المبلغ ليحرر أبنائه و يجتمع معهم لكنه  توفي سنة 1829 في أرض الصبا حرا بدون أن يجتمع مع أبنائه

تكريم هذه الشخصيات واجبي   

و قرأت أيضا قصة محمد علي كلاي رحمه الله  ، كل هذه القصص أثرت في نفسي و جعلتني أحب أن اكرم هذه الشخصيات التي قدمت لنا ايقونات من العبق التاريخي للنضال من أجل الحرية

من بين الممثلين الذين كنت علي تواصل معه كانوا من اصل أفريقي و حاولت أن ارسم 

لوحات فنية تعبر عن نضالهم و تكريما  لهم في نفس الوقت عبد السلام عبدالرزاق




العازف المتدين  نجما هوليود

 نعود الآن إلى سرد قصة الممثل الأمريكي  عبد السلام عبد الرزاق  و هو من مواليد  05 اوت 1944 بدأ حياته في الفنية في المسرح رفقة هاسكيل اندرسون فاغ و تري غروندينسون و كثيرين ... كما أنه كان عضوا في فرقة الجاز كعازف علي آلة "الكونترو باص" كما كان متمسكا و فخورا باصوله الأفريقية  وتقاليد و ديانة أجداده  فقد  كان مسلماً صادقاً و طيبا بشهادة من عرفوه  من المسرح و الغناء  دخل عالم التمثيل في هوليود  

لعب أدوارا   شهيرة في اضخم الافلام مثل "التارميناتور" و  و مالكوم ايكس و له عشرات الأفلام 

رسمتي ..هديتي هديتي لعبد الرحمن!

من الطرائف أنني أجريت بحثا عن تاريخه و صوره في الأرشيف السينمائي و فوجدت الكثير من الصور له و بعض المقالات التي تأرخ لحياته الفنية ، فاخترت صورة و رسمتها بتدقيق و كتبت له رسالة أعبر فيها عن اعجابي باعماله الفنية و اهديته تلك 

ا

خطأ الجميل و الصداقة الرائعة

بعد أيام و رد علي رسالتي و شكرني علي الرسمة ، لكن من الطرائف التي لا تزال في ذاكرتي أن الصورة التي اخترتها لرسمها لم تكن لعبد السلام عبد الرزاق  بل لشخص آخر يشبهه و عجيب في الأمر أن عبد السلام عبد الرزاق تعرف على الشخصية التي رسمتها ، بحيث كتب لي

Thank you, That is very good work,but,it is a pic of Bill Hall not me

لقد كان الرسم لشخص اسمه Bill Hall

بعدها اخترت صورة لعبد السلام و رسمتها بشكل جيد و أعدت أرسالها له فأعجب و نشرها في صفحته و نالت إعجاب أصدقائه و معجبيه لتتكون بيينا علاقة تعارف


عاشق للعربية و لعين تادلس




عبد الرحمن كان شديد الذكاء رغم كبر سنه  و تحدث في أحد الفيديوهات عن الجزائر و عن مدينة عين تادلس   ، و كان يحب اللغة العربية و بتاريخ  12 / 25 / 2018 وافته المنية

رحمه الله عبد الرحمن عبد السلام كان رجل سلام و عقيدة و حرية

 لازلت احتفض برسائله التي تحمل الكثير من الشوق لأفريقيا الأم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.