الحواسم ..الملك شاشناق الأمازيغي كيف حكم مصر الفرعونية

الصغير سلام,أمازيغ,شيشناف,رأس السنة,مصر,فرعون

الصغيّر سلاّم: كاتب صحفي

 ليس خطأ في أجهزة الحواسيب العالية الدقة إنما هو التقويم الأمازيغي (البربري ) المعتمد من قبل سكان المغرب العربي و شمال إفريقيا ذوي الأصول الأمازيغية ,,و يقول المؤرخون المهتمون بتاريخ الأمازيغ أنهم يتواجدون من واحة سيوا في مصر إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي و من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى نهر السنغال جنوبا,,فما قصة هذا التقويم الذي يعود إلى معركة "الحواسم" التي انتصر فيها الملك الأمازيغي "شاشناق" على رمسيس الثاني ليحكم مصر و يؤسس الأسرة المصرية الثانية وعشرون في عام 950 ق.م التي حكمت قرابة قرنين من الزمان.؟

 

لعقود طويلة لم يكن لعيد يناير الأمازيغي(البربري) أثر يذكر في وسائل الإعلام العربية و اقتصر العارفون بع على دارسي التاريخ و الباحثين في شؤون المغرب العربي ,,لك "يناير " زحف منذ عشريتين على الأقل إلى أعمدة الصحف و شاشات التلفزيون ليزال عنه غبار قرون من النسيان و يكتشف الجمهور مكونا ثقافيا و تاريخيا تمازج و تماهى مع الثقافة العربية في المغرب العربي على وجه الخصوص فمذا عن عن هذا التقويم الذي يستعمله سكان المغرب العربي من الأمازيع و يحتفل به العرب أيضا؟

تقويم فلاحي بامتياز

يوم 12 يناير (كانون الثاني) من التقويم الميلادي يوافق بداية السنة الأمازيغية الفلاحية والسنة المسماة أمازيغية هي فلاحية بامتياز. وما زال الفلاحون في المغرب العربي يسمون السنة بشكل عجيب ويتنبؤون بالتقلبات في الطقس، وكثيرا ما يصيبون في ذلك. والتقويم الأمازيغي يستعمله المزارعون إلى حد الآن ويحرصون، في معظمهم، على شراء "الروزنامات" التي تستعمل التقويم الفلاحي الأمازيغي جنبا إلى جنب مع التقويمين الميلادي والهجري. وهي الروزنامات التقليدية التي تقتطع يوميا وفيها تفاصيل عن مواقيت الصلاة و"حكمة اليوم". وتسميات شهور السنة الأمازيغية هي كالتالي بداية من الشهر الموافق ليناير (كانون الأول) من السنة الميلادية: ينار (يناير أو الناير) حسب لهجة كل منطقة، فورار، مغرس، إبرير، مايه، يونيه، يوليه، أغشت، شتمبر، أوكتوبر، نونمبر، دجمبر. وهي تسميات تقترب من نظيرتها الميلادية ولكن مع بعض الاختلاف.

 كسكسي و "صيف أخضر"!

معظم العائلات في المغرب العربي من عرب و أمازيغ تحتفل بدخول السنة الأمازيغية التي توافق 12 من يناير بإقامة وجبة عشاء عائلية بالكسكسي ولحم الديك الرومي الذي يذبح في تلك الأمسية. وتقام احتفالات مشابهة مع بداية كل فصل، ومعلوم أن بداية كل فصل لا تتطابق مع بدايته في التقويم الميلادي. فالربيع مثلا يبدأ يوم 14 فورار الموافق لـ 28 فبراير (شباط)، وفيه تقام احتفالات كبيرة، ففي إحدى المناطق من الشرق الجزائري، وزيادة على الوليمة العائلية بالكسكسي ولحم الديك الرومي تحتفل العائلات في صبيحة اليوم الأول من الفصل بشراء أكياس مصنوعة بشكل تقليدي، صغيرة مخصصة للأطفال، يحملون فيها الكسرة المزينة بصفار البيض إضافة إلى الكسرة المحشوة بالعجوة والبرتقال وبعض الحلويات التقليدية ثم تخرج العائلة بأكملها إلى الحقول التي بدأت تخضر بعد موسم شتاء بارد جدا في العادة، ويحتفلون بما يسمونه "الصيف الأخضر".

 

اعتماد البرد و يتجاهل الحرارة

ما زالت قلة قليلة من الشيوخ تحفظ عن ظهر قلب تقسيمات السنة الأمازيغية الفلاحية بتفاصيلها الدقيقة، ففصل الشتاء الذي نحن فيه يبدأ قبل شهر دجمبر بـ14 يوما، ثم يبدأ شهر دجمبر الذي يعرف بقساوة صقيعه ويقسم إلى 11 يوما الأولى وهي "أيام الرفق" و20 يوما بعدها تسمى "أيام السم" والعشرين يوما الأخيرة تقسم بدورها إلى عشرة أيام (الأولى) تسمى "الموالح" والأخيرة تسمى "قوارح".

يناير بـ11يوما..بدايته "الغزيرة"

أما شهر (يناير) الذي يليه فيقسم إلى 11 يوما في أوله تسمى "الغزيرة"نسبة لغزارة الأمطار ثم عشرة ايام تليها تسمى "صوالح" وعشرة أيام أخرى تسمى "المدابيب". ثم يبدأ شهر "فورار" الذي يحل فصل الربيع في اليوم الرابع عشر منه، ويتكون من 28 يوما فقط يسمى النصف الثاني منه الذي يلي بداية الربيع بـ "أيام الزرع والضرع". وهو شهر معروف بتقلباته ويقال: «فورار يتقلب سبع مرات في النهار»، ثم يأتي شهر "مغرس" فتغرس فيه الأشجار المثمرة وتلقح. وهناك مثل شعبي يقول "فات الغرس في مغرس" دلالة على فوات الأوان، والغرس لا يكون إلا في هذا الشهر، والسبعة أيام الأخيرة من مغرس إضافة إلى السبعة الأولى من شهر إبرير (أبريل) الموالي تسمى "الفطيرة" وهي الأيام التي يعود فيها البرد بقساوة بعد الاعتدال الربيعي "الكاذب". 

 "أجبدها يا إبرير من قاع البير"

وشهر "إبرير" فيه ينتظر المزارعون هطول الأمطار التي تحدد مصير الموسم الزراعي والمثل يقول "أجبدها يا إبرير من قاع البير" (انبت يا شهر إبرير الزرع حتى ولو كانت البذرة في مستوى قعر البئر)، ثم يأتي شهر "مايه" الذي يحل في أيامه الأخيرة "الصيف الأخضر" وبعدها 63 يوما للصيف لا توجد تفصيلات كثيرة حولها، وتنتهي بأغشت الذي يحل في منتصفه شهر الخريف. وعن سر التفاصيل الكثيرة في موسم إلى البرد مع خلو الأمر في موسم الصيف يقول بعض المزارعين إن مرد ذلك القسوة الشديدة للبرد التي تجعل المرء يبرر أسبابها أما في الصيف فإنه ينسى الأمر تماما.


معركة الحواسم و الفرعون الأمازيغي

السنة الأمازيغية أو ما يصطلح عليه بعيد (ينّاير) ، تخليد لمعركة"الحواسم " التي قادها شيشناق و استطاع بعد حسمها لصالحه أن يتولي الحكم في مصر وبالتالي أسس الأسرة مصرية ثانية وعشرون فيعام 950 ق.م و قد حارب تحت رايته أمازيغ ليبيا وطوارق الجزائر وشلوحالمغرب ومشوش تونس، وكانت الواقعة المختلف في شأن مكانها، البعضيقول إنها تمّت بأعالي جبال تلمسان الجزائرية والبعض يقول عند نقطةلقاء الحدود الجزائرية الليبية ويصرّ آخرون علي تونس كمكان مفترضللمعركة الكبرى،في حين تقول روايات أخرى أنها كانت غرب وادي النيل التي كتب لها أن تغيّر شكل التاريخ القديم و تقول بعض الروايات التاريخية إنه عاصر سليمان عليه السلام و كان صديقا له !

زوج إبنة الملك بسونس الثاني

لكن رواية أخرى تقول إنه خلال حكم العائلة الحادية والعشرون الذي داممائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخلوالخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلىتفكك البلاد ولم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا في هذهالفترة كان ظهور شيشنق وتزوج من ابنة الفرعون بسوسنس الثاني آخرملوك هذه الأسرة وأعلن قيام الأسرة الثانية والعشرين، وكان ذلك حواليعام 940 قبل الميلاد. فالمرجح انه نجح في تولي الحكم في مصر ودياوسلميا ليس كمحتل لمدة تزيد على قرنين كاملين، من 950 ق.م إلى 730 ق.م.

.

يناير استلف يومين من "فورار"!!

ومع مر السنين ترسخت في أذهان السكان ال أمازيغ من الأساطيرتربط عيد ينّاير بغير تاريخه المتعارف عليه لحد الآن لدى امازيغ شمالإفريقيا، كتلك الأسطورة التي تقول إن شهر ينّاير طلب من شهر فبراير،التنازل له عن أحد أيّامه بعد أن تحدّته عجوز شمطاء بالخروج مععنزاتها الصغيرات وطهو طعامها خارج البيت، في عزّ برده وصقيعه، فماكان منه إلا أن فبراير ( يا عم فبراير أعرني ليلة ونهارا، كي أقتل العجوزالمتفوهة بالعار) ، فما كان من فبراير إلا أن لبي له رغبته وتنازل عن يومينمن عمره لصالح يناير الذي جمّد العجوز وعنزاتها.وإلى يومنا هذا توجدبمنطقة جرجرة وسط الجزائر ( بالقبائل الكبرى شرق العاصمة العاصمة )، صخرة تدعي صخرة العجوز والعنزات حيث يمكن ملاحظة صخرةضخمة تشبه عجوزا تحلب معزاتها، وبقربها بعض صغار الماعزإلا أن الجيولوجيين يقولون أن شكل الصخرة هو نتيجة لعاوامل التعرية.

لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن منيحتفل بيناير سيحظى بسنة سعبدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال منقبيلة إلى أخرى. ويعتبر الكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلكالاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبه عالمية أمازيغية الأصل،ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين في الاحتفال بـ"يناير"، فهي تتركزأساساً على تحضير وجبة عشاء ليلة الثاني عشر من شهر يناير كل عام،وخصوصية هذا العشاء أنه يتكون من الكسكسي، إضافة إلى صنعأكلات من العجائن دون إغفال ذبح الدجاج أو الديوك، أما التحلية فتكونبالفواكه المجففة، مثل التمور والتين والمكسرات.

دلالات مصطلح

ويناير هو كلمة مركبة من "ين" وتعني واحد و"ير" وتعني الشهر الأول،وبالأمازيغية "يناير" هي "إخف أوسقاس"، والمقصود بها كذلك أول شهرفي الرزنامة الفلاحية للأجداد. يسجل الفاتح يناير المصادف ل 12 من ( يناير ،  ) من كل سنة بداية السنة الأمازيغية " تابورت اوسقاس "( بابالسنة ) وتتزامن السنة الأمازيغية مع تعاقب الفصول ومختلف اطوارحياة النباتات التي تحدد اوقات القيام بالأعمال الزراعية والفلاحية وكذلكمواقع النجوم. ويتوافق حلول يناير الذي يسجل فترة ما بين طوري دورانالأرض حول الشمس ـ المتمثلة في الإعتدال الربيعي ـ والانقلاب الشتائيخلال السنة مع بداية الرزنامة الفلاحية مما يفسر اتباع الفلاحين الىالوقت الحالي للطقوس ذات العلاقة بالنشاطات الزراعية لكل فصل ،ويكون الاحتفال بيناير الذي يرمز للخصوبة والازدهار بإقامة طقوسوتضحيات " اسفل " لإبعاد الجوع وسوء الطالع وللتفاؤل بالخير ووفرةالمحاصيل ، وهو ايضا فرصة لإقامة حصيلة عامة ولتجديد النفس لمواجهةمتطلبات الحياة " من يحتفل بيناير سيبعد عن نفسه عين السوء وعواقبالزمان " حسب مقولة من التراث القبائلي والذي مغزاه ان لا سلام ولاهناء بلا تضحيات ، وينحر بالمناسبة عادة ديك ـ ومن المستحسن ان يكوقد سمّن بالحبوب ـ على عتبة البيت.

بطون الأطفال و عجوز يناير الشمطاء

ويتمثل عشاء ليلة يناير " ايمنسي " عادة في المدن كما في القرى فيطبق من الكسكس بلحم الدجاج ، ولتكريم هذا الضيف " يناير " يتوجبعلى كل أفراد العائلة أن يأكلوا حتى الشبع ، وتسهر ربّة البيت على أنتحترم هذه التعليمة من طرف الاطفال بحثّهم على الأكل ملء البطون وإلاحذرتهم من أن عجوز يناير ستملأ بطونهم تبنا وهشيما. وحتى للأمواتنصيب من هذا العشاء ، بحيث تخصص لهم ملاعق وحصص فيالأطباق كما لو كانوا حاضرين ضمن أفراد العائلة. ويقام في بعضالقرى في اليومين المواليين لأول يوم من يناير أطباق أخرى مماثلة فيطبق " أوفثيان " وهو حساء من مزيج من الحمص والقمح والفول مرفوقابحلويات تقليدية وسكريات للتفاؤل بسنة طيبة. 

وتعتبر الرزنامة الأمازيغية منذ القدم والتي سبقت الرزنامة العالمية ب950 سنة بمثابة برنامج فلاحي سنوي بحيث كل شهر فيها تقابله وظيفةوتصادف طورا من مراحل الزراعة في زمن محدد عبر السنة ، وهذا لكيتؤدى الاعمال بنجاح باحترام دقة المواعيد الفلاحية. فعلى سبيل المثاليستحسن الشروع في عملية الحرث او النسج أو إقامة حفل زفاف فيفترة الهلال الجديد لاعتقاد أنه في مثل هذه الفترة تكون سنابل القمحوفيرة في الحقول تتزاحم كخيوط النسيج المتساوية كما يرمز للزواج فيهذه الفترة بالسعادة والخصوبة.

مصر تحتفل لأول مرة

حينما احتفلت القاهرة تحتفل بعيد رأس السنة الأمازيغية فقد أقام مركز(ابن خلدون للدراسات الديمقراطية) في الـ 10من يناير الماضي  بمقرالمركز بالقاهرة احتفالية بمناسبة عيد رأس السنة الأمازيغية (أسكاسأماينو) 2962 وذلك فى سابقة تعد الأولى من نوعها في مصر و بالمناسبة قال عالم الاجتماع السياسي (د. سعد الدين إبراهيم) رئيس المركز إن ( الأحادية الثقافية هي الأداة الرئيسية لتدمير الحضارات  بينما التعدديةالثقافية تعد أساس الإثراء الحضاري ..) .. جدير بالذكر أن الأمازيغ همسكان شمال أفريقيا الأصليين .. ويبلغ تعدادهم الحالي 40 مليون نسمةويوجد فى مصر عدد قليل جدا من الأمازيغ لا يزيد عن 25 ألف أمازيغىمصري , موزعين فى محافظات مطروح وبنى سويف وقنا والقاهرةالكبرى  ويحتفلون في 25 يناير من كل عام بعيد رأس السنة الأمازيغية.. حيث يطلقون عليه (أسكاس أماينو) بمعنى السنة الجديدة .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.