بعد رحيل قايد صالح..العصابة تخرج من جحورها!!


د.عامر رخيلة-خبير القانون دستوري

لم أعرف المرحوم أحمد ڤايد صالح في حياته ولم تتجاوز معرفتي له حدود مشاهدتي له عبر قنواتنا التلفزيونية. ولم يسبق لي أن شاهدت وشاركت في جنازة مهيبة إلا خلال جنازتي المرحومين هواري بومدين والڤايد صالح أين توافد على شارع جيش التحرير سيول من المواطنين من الجهات الاربعة للجزائر وملامح الحزن بادية على وجوههم، يتدافعون للظفر بمكان بين الجموع المتقدمة لتوديع الرجلين الرمزين.

واذا كانت العصابة عملت ونجحت في الردة على خيارات بومدين في علاقة السلطة بالشعب، ها هي اليوم تشحذ سكاكينها للطعن في المرحوم ڤايد صالح بعد أن كانت قد دخلت جحورها منتظرة، مترقبة توفر ظروف التكشير على أنيابها بعد ما قام به الفقيد من دعم للمؤسسة القضائية لآداء رسالتها.


هاهي اليوم، بقايا العصابة، مدفوعة بروح الثأر، تستغل حُكم المحكمة العسكرية بشأن الرباعي، لمحاكمة الفقيد وتدعوا إلى استهجان ماقامت به العدالة من تفكيك للعصابة وتطبيق للقانون.


عليك رحمة الله ايها القائد الصالح، الذي بفضله تم ولأول مرة في تاريخ الجزائر المساواة بين المواطنين في تطبيق النصوص الإجرائية والجزائية ووضع حد، أتمنى أن يكون نهائيا، لذلك الامتياز القضائي الذي تمتعت به العصابة المتحالفة ماليا وسياسيا طيلة عقود، مما جعلها في منأى عن الخضوع للقانون.


القايد صالح بشر، له ماله وعليه ما عليه، وليقولوا ما يقولون بشأنه فإن التاريخ سينصفه و يسجل له فضله في أنه قدم في آخر حياته خدمة للجزائر بتفكيك مافيا استحوذت على خيرات البلاد واستعبدت أهلها سياسيا وحجرت على كفاءاتها.


فلنكن على بينة من امرنا أمام ما بدأ الترويج له في العلن للردة عمَّا تحقق خلال سنتي 2019 و 2020 في المجال القضائي ولنعتبر بما جرى في تاريخنا القريب، بعد أن غيَّبت الموت الهواري بومدين. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.