رائعة المقنين الزين التي
أشتهر بآدائها الفنان الشعبي الكبير الباجي قصيدة جزائرية تراثية مشهورة أداها العديد
من الفنانين من بينهم الحكيم عمر الزاهي ونعيمة
الدزيرية وبوجمعة العنقيس، غير أن محمد الباجي هو الفنان الوحيد الذي تفرد باستعماله
آلة "الغيتار" بدلا عن آلة المندول التي دأب مطربو الطبع الشعبي على استعماله
الباز ينتظر أعدامه في
بربروس
كتبها ولحنها الفنان العبقري
الراحل الشيخ محمد الباجي الملقب بــ"الباز وهو في سجن الاحتلال الفرنسي إبان
الثورة التحريرية المجيدة , و عن تاريخ هذه الأعنية الشعبية الايقونة كتب الصحفي أسامة هوادف أن الشاعر كتب القصيدة و
هو:" في سجون الاستعمار الفرنسي ينتظر حكمه بالإعدام بعد انخراطه في الكفاح المسلح.
تم إلقاء القبض على الباز إثر مشاركته في إضراب الطلبة الشهير سنة ١٩٥٧ في أوج الثورة،
ليودع سجن سركاجي الشهير أيضا باسم بإسم بربروس
و يشير أسامة إلى :" تزامن اعتقال الباز
مع زميل له في الزنزانة لم يتجاوز العشرين من عمره كان ينتظر هو الآخر حكم الإعدام
بالمقصلة، و هو الشاب بوعلام رحال أصغر شهيد
تم إعدامه من قبل قوات الظلم الاستعمارية"
إعدام طائر الحسون
و عن شخصية بطل قصيدة
"المقنين الزين" و تعني "طائر
الحسون الجميل كتب الصحفي أسامة هوادف أن الشاب :" بوعلام رحال كان لاعبا في صفوف
المولودية منذ صنف الأصاغر، إضافة لكونه عضوا في جبهة التحرير الوطني، ألقي عليه القبض
سنة 1957 و سنه لا يتعدى 19 سنة، و قد كان القانون آنذاك يحدد سن 20 سنة للإعدام ،فقامت
السلطات الاستعمارية بتزوير شهادة ميلاده بإضافة 10 أشهر كاملة حتى تطبق عليه عقوبة
الاعدام، فقد كان يوم ميلاده في 26 نوفمبر 1937، ليقوموا بتغييره إلى 26 فيفري
1937،لتطبق عقوبة الإعدام في ذات يوم 20 جوان 1957 في سجن سركاجي بالعاصمة رغم أن الشهيد
بوعلام رحال طلب أن يعدم رميا بالرصاص بدلا من المقصلة لكن السلطات الفرنسية رفضت"
طلب , و هذه الحادثة الماساوية هي الت ألهمت الباز كتابة إحدى أروع قصائده
"يا المقنين الزين"
"شاشية المقنين"
للشيخ الشاعر
و عن تاريخ الأغنية كتبت الإعلامية الجزائرية دوجة بن فرج :"تشاء الأقدار أن يتقاسم الشهيد بوعلام رحال نفس زنزانة الفنان
المناضل محمد الباجي الذي كان محكوما عليه هو الآخر بالإعدام، تعلق الباجي كثيرا
بلاعب المولودية وكان معجبا بشجاعته وأخلاقه وقبل أن ينفذ عليه حكم الإعدام أهدى الشهيد بوعلام “شاشية” أو
قبعة رأس تحمل ألوان العلم الجزائري للشيخ الباجي الذي كان يعتز كثيرا بهذه الذكرى
الغالية التي تذكره بالفتى الذي أثر في مساره النضالي والفني، ليكتب عميد الأغنية
الشعبية الجزائرية قصيدة مؤثرة لا زالت تتداولها الأجيال ليومنا هذا،
كلمات أعنية " المقنين
الزين" ,و تعني "الحسون الجميل:
يا اصفر الجنحين
يا حمر الخدين
يا كحيل العينين
هادي مدة و سنين
انت في قفص حزين
تغني بصوت حنين
لا من يعرف غناك منين
كيف تغني تتفكر الايام
الي كنت فيهم حر(عندما اغني تتذكر عندما كنت حرا)
تفرفر فالهوا طاير و تعشش
فالشجر(تحلق في الفضاء وتسكن الاشجار)
مين راد ربي الحنين (لكنها
ارادة الله)
تحكمتي من دوك الجنحين
( أمسكوا بك من جناحيك)
لا ما و لا قوت بنين (
ماء و لا أكلا طيبا
)
يا المقنين الزين
اللي ما جربش المحاين ما
يجيبليك خبار (من لم يعش المحن لن يشعر بك)
و اللي ما اعرف قيمتك يا طير يشوييك علي الجمر( ومن لا يعرف
قيمتك يا طير على الجمر يشوي)
اللي مكتوب من عند الله
مقدر لازمو الصبر
النبي يوسف ماذا قاصى (النبي يوسف عليه السلام
كم قاسى)
https://www.youtube.com/watch?v=-av-5O7SM6g
